تمرّ الساعات ثم الأيام ثم الأشهر ثم السنوات، ويكبر الإنسان، ويلتفت إلى نفسه فيجد بأنه لم يصنع شيئاً، أو إنجازاً في حياته يستحق الفخر أو الاعتزاز بالنفس، ويجد جسده قد ترهّل، وشاخ، وهو لا يزال في عمر الشباب، فتجد ابن الثلاثين من عمره لا يستطيع الركض، ويلهث عند صعود الدرج، كونه قد عوّد نفسه على الجلوس الطويل والكسل، ومن هذا المنطلق يجب على كل شخص أن يستغل كل ثانية في حياته، وذلك بالاهتمام بنفسه على جميع الأصعدة، حتى إذا مرّ به الوقت، يكون قد أنجز ولو الشيء البسيط مما كان يرغب تحقيقه، دون أن يندم على ما فاته من وقت، فكيف ينظم الإنسان وقته مع الاهتمام بنفسه؟
كيفية تنظيم الوقت والاهتمام بالنفسمسألة تنظيم الوقت بحاجة إلى جدول يومي، أو نظام معين يجب أن يسير عليه الإنسان خلال مشوار حياته، ولكن قبل الحديث عن هذا النظام، ينبغي على الشخص أن يحدد معظم المجالات التي يجب عليه أن يراعيها في حياته، وهي:
مجالات الحياةهنالك عدة مجالات في هذه الحياة يجب أن يضعها الشخص في عين الاعتبار عند وضع نظام لحياته، وجدولة لوقته، وهي كالتالي:
الصحةإن الاهتمام بالصحة من أهم الأمور التي يجب أن يراعيها الشخص، وذلك من خلال ما يلي:
من أساسيات الحياة، والأمور التي يجب أن تندرج ضمن النظام الحياتي، هي الصلاة، فحتى يضع الإنسان جدوله اليومي يجب عليه أن لا ينسى الحفاظ على صلواته الخمس، فمن يرغب بالاهتمام بنفسه يجب عليه أن يحافظ على دينه.
العلاقات الإنسانيةالاهتمام بالعلاقات مع الناس، سواء الأسرة، أو الأقارب، أو الأصدقاء، يجب أن يلقى نصيباً في نظام الحياة، فالإنسان لا يعيش لوحده في هذه الحياة، بل ينبغي عليه أن يصل الناس الذين حوله، ولا ينقطع عنهم.
العقل السليمتحدثنا عن الجانبين المادي والروحي، بخصوص الاهتمام بالصحة، والصلاة، والعلاقات الإنسانية، ويجب علينا أن لا ننسى الجانب الذهني أو العقلي، فلابد للشخص أن يعمل على صقل عقليته، وتفكيره، وذلك من خلال الاطلاع، والقراءة، والثقافة.
تنظيم الوقتمن خلال الجوانب التي تحدثنا عنها يستطيع الشخص أن يضعه جدوله اليومي، وذلك على صعيد اليوم والشهر والسنة:
اليوميجب أن يرتب الشخص يومه ويقسمه مراعياً الأمور التالية:
لا يجب أن يكون الشهر مزدحماً بالأعمال، والبرامج، بل يجب على الشخص أن يترك لنفسه استراحة، فالإنسان بطبعه ملول، لذا عليه استغلال نهاية الأسبوع، بالتنزه، أو زيارة الأقارب، أو الخروج مع الأصدقاء، ثم استغلال يوم الجمعة على الصعيد الديني، وذلك من خلال قراءة القرآن، وخاصة سورة الكهف والتعبد، والصلاة على الرسول الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام، والتسبيح، والتهليل.
السنةيجب أن تكون هناك عدة أهداف يطمح الشخص للوصول إليها وإنجازها في نهاية كل سنة، مثل قراءة عدد من الكتب، أو حفظ أجزاء من القرآن، أو عمل دراسة معينة إن كان الشخص أكاديمياً، وغيرها من الأمور التي لا تنتهي بشهر أو شهرين، بل يجعل لنفسه هدف، أو غاية يرغب بتحقيقها في نهاية كل سنة.
المقالات المتعلقة بكيف أنظم وقتي وأهتم بنفسي